س :هل بامكان احد منا أن يعطي تعريفا واحدا لكلمة انسان
ص : هو ذلك الكائن الحي الذي يسير منتصبا
س : ماشي آدي واحد و ايه كمان
ص : هو ذلك الكائن الذي يضحك ...
س : حقا ... هناك نوع من القرود يستطيع الضحك
ص : اذن هو ذلك الكائن الحي الذي يستخدم عقله ...
س : امممممممممم ... مجموعة كبيرة من البشر ترفض استخدام تلك الكتل الهلامية الكائنة في جماجمها
ص : أيكون هو ذلك الكائن الذي يدخل في تركيبه عنصر غير مادي يسمى الروح ...
س : جائز ... و لكن أعطي للروح تعريفا ...
ص : و هل استطعت أولا أن أعطي تعريفا للانسان ...
.قد يكون الانسان هو أي من التعريفات السابقة ... و قد يكون هو كلها مجتمعة ... لا أعلم ...و لكن ما أعلمه هو انه كائن مميز ... بالضافة الى تفرده ككائن ... فكل منا له ما يميزه ... بصمات الاصابع ... الصوت ... بصمات الآذان و الاعين ...............................
س :هل نتعامل نحن معا على اننا... بشر
ص : هه !!!!س : هل نتعامل كبشر
ص : نعم نتعامل كبشر
س : اثبت ..
ص : مشعارف ... هو أنا كنت عرفت أعرف الانسان الاول لما ها أثبت اننا بنعرف نتعامل كبشر .........تقصد ايه
س : قصدي اني علشان أعاملك كانسان ... لازم انت تكون مهم عندي كانسان ... بصرف النظر أنا باستفاد منك ايه
ص : يعني ايه بتستفاد مني ايه ..
س : يعني انت ممكن تكون مفيد بالنسبة لي بطريقة او باخرى ... مش شرط تكون فايدة مادية ممكن تكون معنوية ...
ص : يعني ايه فايدة مادية أو معنوية
س : أظن مادية دي معروفة ... معنوية بقى ... ممكن تكون بتديني حاجة أنا محتاج لها ...
لا يخفى علينا جميعا أنواع الاحتياج المعنوي ... احتياج للتقدير ... احتياج للحب ... قد تكون أنواعا اخرى غير سوية كأن احتاج لممارسة دور الام أو الاب مع احدهم .. أثناء ازالتي لبعض أرقام الهواتف من على تليفوني الجوال فكرت ... من ابقي على رقم هاتفه و لماذا ابقيه .. و من ازيل رقم هاتفه و لماذا امسحه ... حيث رقم الهاتف يمثل امكانية التواصل ... هل لأن علاقتي انتهت بفلان لذا لن احتاج اليه مجددا ... ما هي المعايير التي ابقي بها الارقام على هاتفي المحمول ( امكانية التواصل ) مدى الاستفادة الشخصية ... مدى العلاقة ... امكانية اعادة الاتصال ... شخص لا ارغب في الرد عليه ... و لا مكان للاعتبارات الانسانية .......!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اصارحكم شيئا ... انني اخجل من الافصاح عن مشاعري ...في بعض الاحيان حين يغلبني شوقي للسؤال عن شخص ما ... انتحل الاسباب للاتصال به ... قد تكون اسباب واهية ...و لكنها تنقذني من الاعتراف بأني ارغب في السؤال عنه ( عنها )اعتبره تطفل حينما صارحت احد الاصدقاء بتلك المعلومةتعجب جدا من تفكيري ... و له كل الحق .. فبهذا التفكير قد حولت نفسي أنا الاخرى من شخص الى شيء .. حيث لن يرغب احدهم في السؤال عني الا لطلب شيء أو للاستفسار عن شيء .. حتى انني في بعض الاحيان أرغب أن يطلب مني الآخرون أشياء .. أعتبره طلب لشخصي .. ما أسوا أن نتحول الى أشياء تفقد قيمتها .. للآن لم افقد قيمتي .. و لكني قد أفقد قيمتي غدا أو بعد غد .. حينما لا أستطيع أن اؤدي كل هذه الاعمال التي اؤديها ..
كتبت هذه العبارات منذ فترة غير قريبة .. الا أنني لظروف خاصة قد عدت الى التفكير في ذلك الامر مجددا .. الانسان .. من هو .. لماذا نمنح انفسنا الحق في بعض الاحيان في تجاهل البعض .. لماذا نلغي انسانيتهم .. هل لقبح مظهرهم .. لكبر سنهم .. لضعف في عقولهم .. لرثاثة ثيابهم .. أم ماذا لم لا نتعامل مع الآخر باعتباره شخص يرغب في الحياة كأمثالنا ( الاسوياء ) أو من يدعون السوية ... نمتلك جميعا عيوبا قد نراها و قد لا نراها .. و لسبب أو لآخر ندعي الافضلية على غيرنا .. فلأننا شبابا فنحن أفضل من الشيوخ .. أو ذكور .. فهم أفضل من الاناث .. شرقيين .. فنحن أكثر تمسكا بالقيم من الغرب الفاجر ... معتدلي القوام .. فنحن أفضل من البدناء أو قصار القامة .. متزوجين .. فلنا الافضلية على من لم يتزوجوا ... منجبين ... فلنا الافضلية على من لم ينجبوا ... أصحاء فلنا الافضلية على المرضى .. و قد أدعي ان مجتمعنا يعاني بلا مبالغة من بعض الافكار النازية .. يفضل الاصحاء الاسوياء على غيرهم .. و يقيس الانسان بمدى فائدته .. و من هم بلا فائدة من وجهة النظر المريضة تلك .. فلنلق بهم الى المحرقة .. أعذروا قسوتي .. قد أكون متجنية ... الا انني في بعض الاحيان حين اضبط نفسي و قد احتقرت أحدهم لسبب أو لآخر .. أتسائل كيف يحتملني الله ... اليس منتهى الكبرياء أن أدعي السوية و احتقر ضعيفا أو خائفا ؟؟؟ و لازلت اتسائل ....!!!!!!!!!!قد تعتبر عباراتي ترف فكري .. و لكن الست انسانة لها الحق في ان تفكر ؟؟؟؟